تشهد مختلف الشوارع والمحاور الطرقية بعمالة فاس ارتفاعاً مقلقاً ومتواصلاً في مؤشر حوادث السير، والتي تخلف بشكل شبه يومي ضحايا ومصابين وخسائر مادية جسيمة، مما يطرح من جديد أسئلة حارقة حول الأسباب الحقيقية وراء هذا النزيف المستمر على طرقات العاصمة العلمية.
ووفقاً لشهادات متطابقة من مواطنين وسائقين، بالإضافة إلى المعاينات الميدانية، فإن سببين رئيسيين يقفان خلف أغلب هذه الحوادث المروعة: السرعة المفرطة، والغياب أو عدم كفاية التشوير الطرقي في عدد من النقاط الحيوية.
فقد تحولت بعض المحاور الكبرى، مثل طريق عين الشقف وطريق صفرو، إلى ما يشبه حلبات للسباق، خاصة خلال الفترات المسائية، حيث لا يتم احترام السرعة القانونية، مما يؤدي إلى حوادث عنيفة غالباً ما تكون نتائجها مأساوية.
ويزيد من خطورة الوضع، النقص الملحوظ في التشوير الطرقي في مناطق عديدة. وعاينت “فاس نيوز” غياباً لعلامات تحديد السرعة وعلامات التنبيه للخطر في تقاطعات طرقية هامة، فضلاً عن بهتان خطوط ممرات الراجلين في شوارع رئيسية، الأمر الذي يعرض سلامة السائقين والراجلين على حد سواء لخطر محدق.
وفي هذا السياق، صرح فاعل جمعوي في مجال السلامة الطرقية بالمدينة قائلاً: “إن ما نعيشه هو نتيجة حتمية لسببين: استهتار بعض السائقين بالقانون، وصمت وتقاعس الجهات المسؤولة عن صيانة وتأهيل البنية التحتية الطرقية. لا يمكن أن نطلب من السائق احترام القانون في ظل غياب علامات ترشده وتوجهه”.
وطالب المتحدث بضرورة تكثيف الحملات الأمنية لزجر مخالفات السرعة، وفي نفس الوقت، دعا المجالس المنتخبة والسلطات المحلية إلى إطلاق برنامج استعجالي وشامل لمراجعة وتأهيل كافة علامات التشوير الطرقي الأفقي والعمودي بالمدينة، قبل أن يستمر مسلسل حصد الأرواح على أسفلت فاس.
عن موقع: فاس نيوز
