شهدت مدينة تاونات بجهة فاس-مكناس شمال المغرب، يوم 20 شتنبر 2025، مسيرة احتجاجية واسعة شارك فيها المئات من السكان، طالبوا فيها بتحسين الخدمات الصحية في ظل تدهور واضح للقطاع بالمستشفى الإقليمي، إضافة إلى مطالب برفع مستوى الخدمات التعليمية ومواجهة غلاء المعيشة.
انطلقت المسيرة من ساحة البلدية وسط المدينة صوب مقر المندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية، وسط هتافات تطالب بتوفير معدات طبية حديثة وزيادة عدد الكوادر الطبية، مع التزام السلمية والابتعاد عن أي أعمال عنف، مؤكدين على التضامن المجتمعي ومحاربة الإهمال المتكرر.
ومن بين أبرز الشكاوى التي رفعها المحتجون نقص الفاحصين والأطباء، وضعف التجهيزات التي تجعل المرضى يعانون من معاناة كبيرة، وأجبرتهم على السفر نحو مدن بعيدة مثل فاس لتلقي العلاج، إضافة إلى اكتظاظ المدارس وتردي بنيتها، وارتفاع تكاليف المعيشة التي تثقل كاهل الأسر.
وطالب المحتجون بتحسينات عاجلة في المستشفى الإقليمي، وضمان الحق الدستوري في الصحة والتعليم، مع الدعوة إلى استثمار أكبر في المناطق الريفية لمواجهة التهميش الاجتماعي والاقتصادي المستمر، محذرين من تصاعد الاحتجاجات في حال استمرار تجاهل هذه المطالب.
رغم الإجراءات التي اتخذتها السلطات المحلية، منها إعادة بناء جدران المستشفى المعروف محليا باسم “سير لفاس”، لم تلبِ هذه الجهود انتظارات السكان الذين يرون أن الحلول يجب أن تتجاوز المظاهر إلى دعم حقيقي للبنية التحتية والكفايات الطبية.
يأتي هذا الاحتجاج في سياق متصاعد من الاحتجاجات الشعبية في المغرب على الأوضاع الصحية، رغم الخطط الحكومية لتحسين التغطية الصحية عبر برامج طبية إجبارية وتطوير البنيات، إلا أن الفوارق بين المدن الكبرى والمناطق القروية تبقى واضحة، مع نقص واضح في الموارد البشرية والأجهزة الطبية خصوصًا في المناطق الجبلية.
وتعدّ هذه المسيرة بداية سلسلة من التحركات الميدانية المرتقبة، حيث أعلنت لجنة نداء الكرامة، المنظمة للمسيرة، عن وقفات احتجاجية إضافية، منها وقفة مقررة يوم 27 شتنبر في خطوة قد تؤدي إلى تصعيد مطالبها وفرض المزيد من الضغط على الجهات الحكومية المعنية.
الحدث يسلط الضوء على أزمة الخدمات العمومية في المناطق النائية ويبرز حجم التحديات التي تواجه تحقيق العدالة الاجتماعية والصحية بالمغرب، في وقت تترقب البلاد مؤشرات الإصلاحات القادمة في سياق الاستحقاقات السياسية المقبلة.
عن موقع: فاس نيوز
