الساحل بريس
في خطوة تعكس الثقة الملكية في الكفاءات الوطنية، عيّن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، البروفيسور خالد أيت الطالب والياً على جهة فاس-مكناس، وذلك خلال أشغال المجلس الوزاري المنعقد اليوم الأحد بالقصر الملكي بالرباط.
ويأتي هذا التعيين تتويجاً لمسار مهني وأكاديمي حافل، راكم خلاله أيت الطالب خبرة واسعة في تدبير الشأن الصحي والإداري، سواء من موقعه الأكاديمي كأستاذ بكلية الطب بفاس، أو كوزير للصحة والحماية الاجتماعية في حكومتي العثماني وأخنوش.
من المشرط الطبي إلى القرار الترابي
ولد خالد أيت الطالب يوم 8 يوليوز 1966 بمدينة الرباط، وتخرّج من كلية الطب والصيدلة بالعاصمة، قبل أن يتدرج في مناصب طبية وإدارية بارزة. شغل منصب رئيس مصلحة الجراحة الباطنية، ثم مدير المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس، ليُعيَّن سنة 2019 وزيرًا للصحة، ويُجدد تعيينه سنة 2021 على رأس الوزارة نفسها.
عرفت فترة ولايته الوزارية محطات حاسمة أبرزها تدبير جائحة كوفيد-19، حيث أشرف على تنزيل خطة وطنية لمكافحة الوباء وتأمين اللقاحات، كما أطلق مشاريع لتقوية البنية الصحية وتوسيع التغطية الاجتماعية.
ثقة ملكية ومسؤولية جديدة
تعيين أيت الطالب والياً على جهة فاس-مكناس يُعدّ نقلة نوعية في مساره المهني، وانتقالاً من تدبير قطاع الصحة على المستوى الوطني إلى تدبير شؤون جهة تُعتبر من أكبر الجهات الاستراتيجية بالمملكة، سواء من حيث الكثافة السكانية أو البنية الاقتصادية والاجتماعية.
ويرى متتبعون أن اختيار خالد أيت الطالب لتولي هذا المنصب يجسد الرغبة الملكية في توظيف الكفاءات ذات الخبرة الميدانية في تنزيل النموذج التنموي الجديد، لا سيما في ما يتعلق بالقطاعات الاجتماعية التي راكم فيها خبرة دقيقة.
رهانات المرحلة المقبلة
من المنتظر أن يركز الوالي الجديد على تحقيق تنمية مندمجة ومستدامة بجهة فاس-مكناس، تقوم على تعزيز البنية التحتية الصحية، وتحفيز الاستثمار، ودعم المبادرات الشبابية، في انسجام مع التوجيهات الملكية الرامية إلى تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية.
وبهذا التعيين، يفتح خالد أيت الطالب صفحة جديدة من مساره الحافل، ينتقل فيها من وزارة الصحة إلى ولاية فاس-مكناس، حاملاً معه خبرة الطبيب وإدارة الوزير وروح رجل الدولة.
