وجابت كاميرا le360 عددا من المواقع السياحية بالمدينة العتيقة، ورصدت حركة غير مسبوقة للسياح في ساحة الرصيف وباب بوجلود والمدرسة البوعنانية وسوق العطارين، حيث شهدت هذه الفضاءات ارتفاعاً ملحوظا في وتيرة الزيارات اليومية، فيما غصّت المحلات التقليدية ودور الضيافة والمطاعم بالزوار القادمين من مختلف الجنسيات.
ومن بين السياح الذين شدهم سحر فاس البالي، ديبورا، سائحة قادمة من أمريكا اللاتينية، دفعتها رغبتها في الاكتشاف إلى زيارة هذه المدينة التي تنبض بتفاصيل تاريخها. عبرت ديبورا، في حديثها لـle360، عن إعجابها الكبير بما رأته، قائلة: «إن من الصعب تصديق مدى قدم المدينة وكمية المباني التاريخية التي ما زالت قائمة وجميلة وتحتفظ بحكاياتها».
وأضافت المتحدثة ذاتها، أنها درست كثيرا تاريخ هذه المنطقة كجزء من رحلاتها لأفريقيا، مؤكدة أن « المدينة تستحق مكانتها بين الوجهات العالمية لما تحمله من أصالة وتاريخ »، قبل أن تختم بانبهارها قائلة إن «فاس مدينة ساحرة وآمل أن يزورها عدد أكبر من الناس لاكتشاف جمالها الفريد».
ومن جانب المهنيين، يؤكد محمد العلمي، مرشد سياحي معتمد، أن فاس العتيقة تعد «متحفا مفتوحا» لما تزخر به من معالم تاريخية وآثار عمرانية شاهدة على 12 قرنا من الحضارة المغربية، وأشار العلمي في تصريحه لـLe360، إلى أن «المدينة تشهد منذ مطلع أكتوبر إقبالا متزايدا من الزوار، تزامنًا مع العطل الأوروبية وتحسن الأحوال الجوية»، موضحا أن المدينة أصبحت ضمن الوجهات المفضلة للسياح الباحثين عن تجربة أصيلة تجمع بين تذوق المأكولات التقليدية واستكشاف التاريخ الحي للمدينة.
وأضاف المتحدث ذاته، أنه يرافق يوميا مجموعات من السياح في جولات تعريفية تشمل أبرز معالم المدينة، انطلاقا من البرج الشمالي ومرورا بأبواب فاس التاريخية كباب بوجلود والطالعة وصفارين، وصولا إلى دار الدباغة، وجامع القرويين، وسوق العطارين، وختم تصريحه بالتأكيد على أن هذه الدينامية مرشحة للارتفاع في الأسابيع المقبلة، خاصة مع احتضان المغرب لعدد من التظاهرات الرياضية الدولية، ما سيعزز من جاذبية الوجهة ويجلب مزيدا من الزوار من مختلف أنحاء العالم.
ومن جهته، أكد عزيز اللبار، صاحب وحدات فندقية بفاس، أن المدينة العتيقة تشهد انتعاشا في الحركة السياحية، حيث بلغت نسبة الحجوزات خلال شهري شتنبر وأكتوبر نحو 90%، خاصة خلال الأسابيع الأخيرة، بعد فترة طويلة من التراجع.
وأضاف أن الإقبال السياحي يزداد أيضا خلال شهري مارس وأبريل، وهو ما يعكس استعادة السياح ثقتهم في الوجهة الفاسية، بعد أن كان اهتمامهم سابقا منصبا على السياحة الساحلية في الصيف، في حين تتجه الأنظار حاليا إلى السياحة الثقافية والتاريخية.
وأشار اللبار إلى أن تاريخ فاس العريق، يجعل المدينة مقصدا رئيسيا للسياح الباحثين عن تجربة ثقافية أصيلة، موضحا أن الزوار القادمين من مختلف دول العالم، من بينها الولايات المتحدة، أمريكا اللاتينية، البرتغال، نيوزيلندا، الصين، المكسيك، والبرازيل، يزداد عددهم بشكل ملحوظ.
وأضاف أن المدينة تشهد على طول السنة إقبالا خاصا على السياحة الروحية والصوفية، لا سيما على زاوية سيدي أحمد التيجاني التي تجتذب الزوار من إفريقيا لما تحمله من قيمة تاريخية وروحية.
ومن المتوقع أن تشهد فاس خلال الفترة المقبلة إقبالا أوسع، نظرا لاحتضانها الدورة السابعة عشرة لمهرجان الموسيقى الصوفية، الذي يجمع محبي التصوف من مختلف أنحاء العالم، ويعكس قدرة المدينة على الحفاظ على تراثها الروحي والثقافي وتعزيزه كعنصر أساسي في جاذبيتها السياحية.
في 19/10/2025 على الساعة 07:00
