على بعد حوالي 20 كيلومترا من مدينة ميسور (إقليم بولمان) في اتجاه أوطاط الحاج تقع حامة مولاي يعقوب بن سهل، التي تعتبر مزارا استشفائيا يقصده المئات من المواطنين بشكل يومي ومن مختلف جهات المملكة، بعدما أثبتت المياه الحرارية التي تخرج منها فعالية في مكافحة الأمراض الجلدية والتنفسية وغيرهما، حسب المختصين.
وتقع عين السخونة تاجموت، المعروفة بحامة مولاي يعقوب بن سهل، بجماعة الرميلة، وتتميز بخاصية مياهها الكبريتية الساخنة، التي تخرج من عمق يصل إلى مئات الأمتار تحت الأرض. وتتراوح حرارة المياه بين 39 و40 درجة، حسب الخبراء الذين قاموا بإجراء تحاليل مخبرية على هذه الحامة، التي أصبحت وجهة وطنية للاستشفاء الطبيعي والتبرك بمياهها العذبة.

وحسب التحاليل المخبرية التي حصلت عليها جريدة هسبريس الإلكترونية حول حامة مولاي يعقوب بن سهل، التي تم إنجازها من قبل المصالح المختصة التابعة لوزارة الصحة، فإن مياه هذه العين صالحة للشرب حسب المعايير الصحية المغربية، وليست للاستحمام فقط.
وقامت جريدة هسبريس الإلكترونية بزيارة حامة مولاي يعقوب بن سهل، التي تعرف أشغال إنجاز مشروع بناء محطة استشفائية، بعدما ظلت عقودا من الزمن “مهمشة” وغير معروفة. وقد خصصت لإنجاز المشروع ميزانية تقدر بـ40 مليون درهم من أجل تطوير هذه الحامة، التي ستكون قيمة مضافة في المجال الاستشفائي الطبيعي والسياحي، حسب الساكنة المحلية.
وفي هذا الإطار، قال سعيد العبدي، فاعل جمعوي بإقليم بولمان، إن عين السخونة تاجموت ظلت عقودا مهملة، بالرغم من كونها تستقبل الناس من كل حدب وصوب، مضيفا أنه بمبادرة من عامل الإقليم، عبد الحق الحمداوي، تم إخراج مشروع بناء هذه المحطة الاستشفائية إلى الوجود، وجعلها منطقة جذب سياحي مهم بالنسبة للإقليم.
وقال العبدي، في تصريح لهسبريس، إن أغلب المغاربة يسمعون عن حامة مولاي يعقوب بضواحي فاس، التي تشتهر بمقولة “بارد أو سخون أمولاي يعقوب”، لكن بفضل تدخل عدد من الشركاء من أجل إنجاز مشروع حامة مولاي يعقوب بن سهل، ستتحول الأنظار إلى المنطقة لكونها توجد في موقع جغرافي متميز وبالقرب من الطريق الوطنية الرابطة بين ميسور وعدد من الأقاليم الشمالية والشرقية والجنوبية، يضيف المتحدث.

تطوير عين السخونة
زيارة هسبريس لحامة مولاي يعقوب بن سهل دفعها إلى طرق باب المسؤولين من أجل الحصول على معلومات حول مستقبل هذه المحطة الاستشفائية، التي تعتبرها الساكنة مدخلا حقيقيا للترويج والإشعاع السياحي والثقافي والتاريخي لإقليم بولمان، حيث أبرز مسؤول بقسم التجهيز بعمالة بولمان أن مشروع بناء المحطة، الذي يروم تطوير خدمات هذه الحامة، شارك فيه مجموعة من المتدخلين.
وأوضح المسؤول ذاته أن المشروع ينقسم إلى شطرين، مضيفا أنه سيتم تعبيد الطريق الرابطة بين الحامة والطريق الوطنية رقم 15 على مسافة 1.5 كلم، وتجهيزها بالماء الصالح للشرب، وإنجاز التطهير السائل بالنسبة لها، وربطها بشبكة الكهرباء، وإنجاز أشغال البناء بالمنطقة الأولى للتهيئة، وبناء صهاريج جماعية وفردية للنساء والرجال، وبناء مساكن وظيفية ومحلات الحراسة، وتهيئة مواقف السيارات، والتهيئة الخارجية، وفضاء لبيع المنتجات المجالية، وفضاء للتدليك والاسترخاء، ومسبح مغطى، وحمام بلدي.
وتساهم عدد من القطاعات في إنجاز هذا المشروع على مساحة تقدر بـ39 ألفا و927 هكتارا، منها المجلس الإقليمي لبولمان، ومجلس جهة فاس مكناس، وجماعة الرميلة، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية (عمالة الإقليم)، ووزارة الساحة، والمديرية العامة للجماعات الترابية (وزارة الداخلية)، بغلاف مالي يناهز 40 مليون درهم، حسب مصدر رسمي أكد أن الأشغال من المنتظر ان تنتهي قبل الصيف المقبل.
وتعليقا على الموضوع، أكد جلال يحياوي، من ساكنة ميسور، أن المئات، بل الآلاف من الناس، يقصدون هذه الحامة طوال أيام السنة بحثا عن العلاج، مضيفا أن العين ظلت عقودا غارقة في البدائية، إلا أن المشروع الجديد الذي تسهر عليه السلطة الإقليمية سينتشلها من البدائية إلى التطور والشهرة المطلوبة، مشيرا إلى أن هذه الحامة ليست الوحيدة التي لم تنل نصيبها من الإشعاع الإعلامي الوطني، بل هناك مجموعة من المؤهلات التي يزخر بها الإقليم لا تزال حبيسة المكان والزمان، ملتمسا من وسائل الإعلام إعطاء الإقليم نصيبه من الإشعاع والتعريف بمؤهلاته.

حامة آيت لمان
وفي الوقت الذي كانت جريدة هسبريس الإلكترونية تتحدث مع زوار حامة مولاي يعقوب بن سهل عن مزاياها ومنافعها، أكد عدد من المواطنين أن الإقليم يتوفر على حامة أخرى يطلق عليها اسم حامة “السخونات” وتقع بجماعة آيت لمان، مضيفين أن تلك الحامة أيضا تشبه حامة مولاي يعقوب بن سهل في كل شيء، وأنها بدورها يتم بناء مشروع محطة حرارية فيها على مساحة تقدر بـ 860 مترا مربعا، بغلاف مالي يقدر بـ6 ملايين درهم.
ويتضمن مشروع بناء محطة حرارية لحامة آيت لمان فضاء لبيع المنتجات المجالية، وفضاء للتدليك والاسترخاء، ومسبحا مغطى، ومرافق صحية، وفضاء للاستقبال، وفضاءات تقنية، وغرفا للنوم، ومقهى، ومطعما، وقاعة للصلاة.
