احتقان نقابي كبير ذاك الذي تعيشه المنظومة الصحية بجهة فاس مكناس، بعدما عبرت المكاتب الإقليمية للنقابة الوطنية للصحة العمومية بكل من فاس، مكناس، تازة وبولمان عن تضامنها مع مناضلي الفيدرالية الديمقراطية للشغل بإقليم مولاي يعقوب، الذين كشفت تعرضهم لـ”استهداف ممنهج” من طرف المندوبية الإقليمية للصحة.
المكاتب الأربع أصدرت، في هذا الصدد، بيانات، نتوفر على نسخة منها، أكدت من خلالها أن الأطر النقابية بالإقليم تتعرض لما وصفته بـ”استفسارات كيدية وإنذارات تعسفية” قد تمهد لتفعيل مساطر العزل، معتبرة أن الأمر يدخل في إطار حملة “تضييق متعمدة على حرية العمل النقابي”.
النقابة الوطنية للصحة العمومية بمكناس ذكرت في بيانها أن ما يجري في مولاي يعقوب يمثل “خرقا سافرا للحريات النقابية ومحاولة لضرب الممارسة النقابية الجادة والمسؤولة”، محملة المندوبية الإقليمية كامل المسؤولية عن التوتر الذي يعرفه القطاع، ومطالبة وزارة الصحة بالتدخل العاجل لوقف ما وصفته بـ”الشطط في استعمال السلطة”.
من جانبها، وصفت النقابة الجهوية بفاس الوضع بأنه “حملة انتقامية” تستهدف مناضلي الفيدرالية، مشيرة إلى أن المندوبة الإقليمية تسعى لتصفية حسابات نقابية ضيقة، قبل أن تدعو الوزارة إلى الكشف عن نتائج التحقيق الذي أجرته لجنة مركزية زارت الإقليم خلال شهر يوليوز الماضي.
أما النقابة الوطنية للصحة بتازة، فلم يفتها هي الأخرى التعبير عن تضامنها المطلق مع الشغيلة الصحية بمولاي يعقوب، مستنكرة في الآن ذاته ما اعتبرته “عشوائية في التسيير وانحيازا واضحا”، كما أدانت الاعتداء الذي تعرضت له إحدى الممرضات بمركز سبت الوداية، مطالبة بتدخل فوري لإنصافها.
بدورها، أعلنت النقابة الإقليمية ببولمان دعمها اللامشروط لرفاقها في مولاي يعقوب، محذرة من “انعكاسات خطيرة على السلم الاجتماعي واستقرار المرفق الصحي العمومي”، وداعية كافة النقابيين بالجهة إلى رص الصفوف والاستعداد للدفاع عن كرامة الأطر الصحية بكل الأشكال النضالية المشروعة.
وختمت النقابات الأربع بياناتها بالتشديد على أن كرامة نساء ورجال الصحة خط أحمر لا يقبل المساومة، مؤكدة استمرارها في النضال إلى حين رفع ما وصفته بـالحيف والتعسف عن الممرض ع.ق والإطار أ.ش، مع التلويح بخطوات احتجاجية تصعيدية في حال استمرار الوضع على ما هو عليه.

