وجرى الكشف عن هذا المشروع خلال الدورة الاستثنائية الأخيرة لمجلس جماعة فاس، حيث تم تقديم معطيات مفصلة حول « شركة التنمية المحلية فاس للنقل والتنقل »، التي سيُخصص لها رأسمال أولي قدره 5 ملايين درهم، تساهم فيه جماعة فاس بنسبة 89.99 في المائة، إلى جانب مساهمات من ولاية جهة فاس-مكناس وجماعات المشور فاس، وأولاد الطيب، وسيدي حرازم، وعين البيضاء.
استجابة لنمو سكاني سريع
تأتي هذه الخطوة في سياق مواجهة التحديات الاستراتيجية التي يفرضها النمو الديمغرافي السريع، حيث ارتفع عدد سكان المدينة بنسبة 11.3% منذ سنة 2014، وهو معدل يفوق المعدل الوطني، مع توقعات بوصول عدد السكان إلى 1.368 مليون نسمة في أفق 2030.
وأظهرت الدراسة التمهيدية أن عدد الحافلات الحالية لا يتجاوز 100 وحدة، وهو رقم غير كافٍ لتلبية حاجيات تنقل سكان المدينة وضواحيها، ما دفع إلى اقتراح جملة من المشاريع المهيكلة من طرف الشركة الجديدة.
استثمارات طموحة
يتضمن البرنامج الاستثماري اقتناء 250 حافلة جديدة بغلاف مالي يصل إلى 300 مليون درهم، وإحداث منظومة إلكترونية للأداء (16 مليون درهم)، إلى جانب إنشاء مركز صيانة حديث (100 مليون درهم)، وتطوير خطين لحافلات ذات مستوى عالٍ من الخدمة (BHNS) مع تجهيزاتهما الخاصة (150 مليون درهم).
كما سيتم تمويل هذه المشاريع بدعم من الدولة، ضمن صندوق مواكبة إصلاحات النقل الطرقي الحضري، وفق ما أعلنه عبد السلام البقالي، رئيس مجلس جماعة فاس، مؤكدا أن هذا الورش يندرج في إطار النموذج الوطني الجديد للتنقل.
نموذج مالي مستدام
تتوقع الوثيقة المالية أن تحقق الشركة مداخيل إجمالية تناهز 96.1 مليون درهم خلال عشر سنوات، ترتكز في أغلبها على أنشطة المراقبة وتتبع المستغلين (79.5%)، بالإضافة إلى دعم استغلال الجماعات (20.5%). كما ستبلغ التكاليف التشغيلية 41.6 مليون درهم، 75% منها موجهة لأجور المستخدمين.
ومن المرتقب أن يرتفع عدد المسافرين من 82.1 مليون في 2025 إلى 113.4 مليون في أفق 2035، مع تعريفة متوسطة تبلغ 4 دراهم.
وتُبرز دراسة الجدوى أن المشروع يتسم بتوازن مالي قوي، بمعدل تغطية يبلغ 231%، واحتياطي خزينة متوقع يصل إلى 86.6 مليون درهم بحلول سنة 2034.
فاس تستعد للأحداث الكبرى
تراهن السلطات المحلية على أن تُسهم هذه المشاريع في تخفيف الضغط على وسائل النقل الفردي، من خلال تحويل ما يقارب 178 ألف تنقل يومي نحو وسائل النقل الجماعية بحلول سنة 2036، لا سيما في أفق استضافة المملكة لتظاهرات رياضية دولية ككأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030.
ويُنتظر أن تُشكل الشركة الجديدة خطوة استراتيجية في مسار تحديث البنية التحتية للنقل في المدينة، وانخراط فاس في التحول الحضري الذي تعرفه كبرى المدن المغربية.
في 12/06/2025 على الساعة 08:00