جريدة العاصمة
تتجه الأنظار نحو مرسوم وشيك يحدد الخريطة الانتخابية للدوائر المحلية على مستوى المغرب، وهو ما أثار بالفعل موجة من الصراعات الداخلية المحتدمة داخل الأحزاب السياسية بجهة فاس مكناس، وبحسب مصادر مطلعة، فإن هذا “التقطيع الانتخابي” المرتقب خلال الأسابيع القليلة القادمة، سيعيد صياغة المشهد السياسي، حيث يغير جذريًا توزيع الدوائر وعدد المقاعد، مما يؤثر بشكل مباشر على حظوظ المرشحين، هذه المرحلة تُعد سباقًا مبكرًا بين القيادات الحزبية البارزة لتأمين مواقعها أو مواقع حلفائها قبل الإعلان الرسمي عن الخريطة الجديدة، مما ينذر بمعركة سياسية مبكرة خلف الكواليس.
وتشهد أروقة الأحزاب، سواء في الأغلبية أو المعارضة، مواجهات عنيفة بين برلمانيين حاليين ورؤساء جماعات وفاعلين سياسيين يطمحون لقيادة اللوائح الانتخابية. وتتركز هذه “الحروب الداخلية” حول تحديد وكيل اللائحة في الدوائر التي من المتوقع أن تشهد تغييرات جوهرية في حدودها أو عدد مقاعدها. الكل يسعى للحصول على “المنطقة الآمنة” التي تضمن الفوز أو تزيد من فرص المنافسة، في ظل ترقب شديد للتفاصيل الدقيقة للمرسوم المنتظر، الذي سيحدد بشكل قاطع ملامح “الخرائط الشخصية” لكل مرشح.
في هذا الصدد تعتبر جهة فاس مكناس، ذات الثقل السياسي الكبير والتي حيث تضم مدنًا كبرى مثل فاس ومكناس ومناطق حيوية كتاونات وتازة وصفرو وبولمان، حيتتصاعد حدة هذه الصراعات، ويبدو أن رموز سياسية بارزة تتنافس بشراسة لتحديد مسار الحزب داخل كل إقليم، ما يشكل تحديًا كبيرًا للقيادات المركزية، هذه القيادات تسعى جاهدة لضبط هذه التجاذبات وتوحيد الصفوف قبل الاستحقاقات المقبلة، في محاولة للحفاظ على تماسك أحزابها والانتقال بسلاسة من مرحلة الصراع الداخلي إلى معركة كسب أصوات الناخبين.