افتُتحت مساء الخميس بمدينة فاس فعاليات معرض فني تشكيلي يحتفي بأعمال إبداعية متميزة لـ 12 فناناً تشكيلياً من المغرب وخارجه، في تجربة فنية تستلهم روح الإبداع وتعكس تنوع المقاربات الجمالية.
ويحتضن أحد الفضاءات التجارية الكبرى بالعاصمة العلمية هذا المعرض، الذي يضم أزيد من 30 عملاً فنياً من لوحات ومنحوتات بأحجام وأساليب مختلفة، تُجسد رؤى فنية متجددة وتنوعاً غنياً في المواضيع والتقنيات.
وتأتي هذه الأعمال كنتاج لإقامة فنية احتضنتها ضواحي فاس مؤخراً، حيث شكلت هذه التجربة فضاءً ملائماً لتبادل الخبرات والرؤى الإبداعية بين الفنانين.
وفي تصريح بالمناسبة، أوضح الفنان التشكيلي عبد الحق دهمي أن المعرض يُبرز أعمالاً أُنجزت خلال فترة الإقامة الفنية، مؤكداً أن مدينة فاس، بطابعها التاريخي والتراثي الفريد، كانت خياراً موفقاً لاحتضان هذه التظاهرة الثقافية. وأشار إلى أن منحوتاته، المستلهمة من الخشب الطافي الذي يجمعه من السواحل، تجسد سعيه لإعادة الحياة إلى خامات طبيعية عبر تحويلها إلى أعمال فنية نابضة بالحس والإبداع.
من جانبه، قال الفنان مهدي فيلالي، أحد المشاركين في المعرض، إن أعماله النحتية تقوم على استخدام الخشب المحلي والمُعاد تدويره، في تصميم قطع أثاث فنية تُستعمل في التزيين الداخلي، مثل الطاولات والمرايا والكراسي والأباجورات. وأضاف أن شغفه بهذا الفن انطلق سنة 2020، وأن أعماله تلقى استحساناً كبيراً من عشاق الفن المعاصر.
وحظي المعرض بإعجاب عدد من الزوار، من بينهم يوسف بناني الذي عبر عن سعادته بمستوى الأعمال المعروضة، مشيراً إلى أن المعرض يُعد إضافة نوعية للمشهد الثقافي بالمدينة، ويساهم في تعزيز إشعاعها الفني والسياحي. كما نوّه بجمالية المنحوتات الخشبية التي وصفها بـ”الفريدة والمتميزة”، لما تحمله من لمسات فنية دقيقة وتجريب جاد من طرف الفنانين.
ويمثل هذا المعرض لحظة فنية غنية تحتفي بجماليات التشكيل في تلاوينه المختلفة، وتُبرز قدرة الفنانين على إعادة تشكيل المواد الطبيعية وتحويلها إلى تحف فنية تنبض بالحياة والخيال.