وتناولت يومية «الصباح»، في عددها الصادر ليوم الخميس 12 يونيو 2025، هذا الموضوع، مشيرة إلى أن المسؤوليْن غادرا منصبيهما رسميا، بسبب خطأ في تأويل الإهابة الملكية الخاصة بعدم الذبح في عيد الأضحى، إذ قاما، خلاف ذلك، بهذه الشعيرة مباشرة بعد صلاة العيد، مضيفة أن هناك حديث عن تجاوزات، إحداها السماح لسجين سابق برفع الدعاء لأمير المؤمنين.
وأوضحت اليومية، في مقالها، أن الواليين تسلما أوامر بتسليم المهام، على نحو عاجل، إلى رجلي سلطة برتبة عامل، أحدهما عبد الغني الصبار، عامل عمالة مكناس، الذي حل، مساء أمس الثلاثاء بفاس، لتسلم مهام الوالي بالنيابة، والثاني، رشيد بنشيخي، عامل إقليم الحوز، الذي وصل إلى ولاية مراكش في مهمة تسيير بالنيابة في منصب والٍ للجهة، وسط تدفق كبير من الفرضيات حول باقي الإجراءات الأخرى التي قد تعقب قراري الإعفاء، في غياب تصريح رسمي في الموضوع.
وأشارت الصحيفة إلى أنه، منذ الساعات الأولى من مساء أمس الثلاثاء، تأكد خبر إعفاء اثنين من أبرز رجال وزارة الداخلية في 15 سنة الماضية، وهو الإعفاء الذي كان مرتقبا في عدد من الأوساط، بعد تداول صور وفيديوهات، عقب صلاة العيد بمراكش، يظهر فيها والي الجهة ومسؤولون في وزارتي الداخلية والأوقاف والشؤون الإسلامية، يساهمون في طقس ذبح كبش كبير جاء محملا على متن سيارة تابعة للوقاية المدنية.
وبيّنت اليومية أنه، في مدينة فاس، تتداول الأخبار شبه المؤكدة عن اقتراف الوالي خطأين، الأول يتعلق بخرق الإهابة الملكية بذبح خروف في إقامته يوم العيد، والثاني بتقديم «هدية» عبارة عن «كبش» لعناصر المنتخب الوطني لكرة القدم التي احتفلت بالمناسبة الدينية بأحد فنادق فاس، في إطار إجراء مباراتين وديتين مع تونس وبنين، مضيفة أنه من المرتقب، حسب المصادر نفسها، أن يعقب قراري إعفاء الواليين وإحالتهما على الإدارة المركزية للداخلية، قرارات أخرى من الوزارة نفسها، أو من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بعد تورط مسؤولين منها في الطقس غير المشروع للذبح، إذ ينتظر الرأي العام أن تتفاعل هذه الوزارة بالجدية نفسها مع مسؤوليها.
واعتبرت «الصباح» أن الطريقة التي قدم بها خروف كبير من نوع «الصردي» خلال خروج والي جهة مراكش من مصلى «سيدي اعمارة»، أثارت ردود فعل سلبية، سيما بعد إصرار بعض الجهات على تصوير الطقس برمته، ونشره في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهر شخص يرتدي «فوقية» مع بعض مساعديه، ينزل الخروف من سيارة تابعة للوقاية المدنية، ومعه بعض عناصر هذا الجهاز، إذ تقدم الشخص نفسه، وأفرد غطاء أبيض أمام موكب الوالي، وجلب الخروف وأسقطه بمساعدة معاونيه، ومد السكين إلى الإمام من أجل الذبح، قبل أن يُحمل الكبش في السيارة نفسها ويغادر المكان.
وحسب الجريدة، فقد أثار وجود هذا الشخص جدلا في المدينة، لأن الأمر يتعلق بوجه معروف، يدعى «لامين»، بعد أن شغل منصب رئيس الجزارين بالمجازر البلدية بالمدينة ويدعي قربه من شخصيات نافذة، ويحكى أنه غادر السجن في الأيام الماضية، بعد أن قضى ثلاث سنوات، بتهم النصب والاحتيال والتزوير، إذ أن هذا الشخص الذي تجرأ على موكب الوالي، قد يكون، حسب المصادر نفسها، نسَّق الأمر مع جهات في الولاية والوقاية المدنية والمجلس العلمي الجهوي، سيما في ظل الحديث عن الصداقة التي تجمع بين «صاحب الخروف» ورئيس المجلس نفسه.
ولعل النقطة التي أفاضت الكأس، هي تجرؤ «لامين الكزارة» على حقل ديني محفوظ للأئمة والخطباء وعلماء الأمة في المناسبات الرسمية، يتعلق بالدعاء لأمير المؤمنين والأمراء والأسرة العلوية، وهو ما اقترفه أمام الوالي وإمام المسجد، دون أن ينبه أحد لهذا الخطأ الفادح.
في 11/06/2025 على الساعة 19:02