اشتعلت الأزمة بين حزب العدالة والتنمية ورئيس جماعة فاس بعد الرفض المفاجئ لطلب استغلال القاعة العمومية لتنظيم المؤتمر الجهوي للحزب. في بلاغ رسمي، وصفت الكتابة الجهوية للحزب القرار بأنه “تصرف غير مسؤول” ينم عن “انعدام المروءة” ويخالف القانون، مؤكدة أن الرفض جاء بعد موافقة شفهية مسبقة.
وكشفت مصادر مقربة من الحزب أن سبب الرفض يعود إلى مخاوف رئيس الجماعة من توبيخ قيادة حزبه، خاصة بعد علمه بمشاركة الأمين العام عبد الإله بنكيران في الجلسة. وأكد البيجيدي أن هذا الموقف “لا يليق بمنصب انتخابي” ويمس بحرية العمل الحزبي الدستورية.
رغم الأزمة، أعلن الحزب عن عزمه المضي قدما في تنظيم الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الجهوي كما هو مقرر يوم 22 يونيو 2025، بمقر الحزب بحي النرجس في فاس. وستشهد الجلسة حضور بنكيران، في خطوة تؤكد رفض الحزب التراجع عن حقه في التأطير الحزبي.
هذه الحادثة تفتح الباب أمام تساؤلات حول مدى استقلالية القرارات المحلية عن التوجيهات الحزبية، في وقت تطالب فيه الأوساط السياسية بضمان تكافؤ الفرص بين جميع الأحزاب في استخدام المرافق العمومية.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتهم فيها حزب العدالة والتنمية بكونه ضحية “تمييز” في استغلال الفضاءات العمومية، مما يضع علامات استفهام حول مدى احترام مبدأ الحياد الإداري في التعامل مع الفعاليات السياسية المختلفة.
