ففي دائرة ميسيساغا سنتر (Mississauga Centre) الانتخابية في مقاطعة أونتاريو، فاز الليبرالي فارس السعود وهو من مواليد عام 2000 بهذه الدائرة التي مثّلها منذ 2015 الليبرالي عمر الغبرة الذي شغل منصب وزير النقل في الحكومة الكندية.
ويبدو أن الحزب الليبرالي الكندي أصاب في اختياره لهذا الشاب ذي الأصول الفلسطينية. فقد فاز بـ53,9% من الأصوات المعبّر عنها. وفاز مرشّح الحزب المحافظ الكندي بـنسبة 41,9%.
وفارس السعود هو ثاني نائب كندي من أصل فلسطيني بعد بيار دي باني الذي شغل مقعداً في مجلس العموم بين عامي 1968 و1979.
وفي حديث مع راديو كندا الولي بعد فوزه، قال النائب الجديد إنّ ’’لا شيء مضمون في السياسة. دائرة ميسيساغا سنتر الانتخابية يمكن أن تكون مضمونة نوعاً ما للحزب الليبرالي مقارنة مع دوائر انتخابية أخرى عبر كندا. ولكن يجب علينا أن نقوم بالعمل. وكان واضحاً لنا عبر لقاءاتنا مع الناخبين أن حكومةً ليبرالية ستكون هي الاختيار الأمثل لهم.‘‘
وبدون مبالغة أكّد الشاب المنتخب أنّه سُعد جدّاً بلقاء الناخبين خلال الحملة الانتخابية حيث استطاع أن يحدّد اهتماماتهم ومطالبهم.
تكاليف العيش والسلامة العامة ودونالد ترامب. هذه هي الأمور الثلاثة التي سمعتها كثيراً من الناخبين خلال الحملة.
وأضاف أنّ ’’الجميع قلق بشأن شراء منزل وتوفير البنزين والبقالة. وبالمثل، الجميع قلق بشأن سرقة السيارات واقتحام المنازل.‘‘
وتشغل العلاقات بين كندا والولايات المتحدة والرسوم التي فرضها الرئيس دونالد ترامب بال الناخبين.
’’لكنني سمعت الكثير من القضايا الأخرى منها المحلية والدولية كفلسطين وإسرائيل. ومهمتي الآن هي تحقيق وعود 36 من الحملة الانتخابية‘‘، كما قال.
Début du widget Widget. Passer le widget ?
Fin du widget Widget. Retourner au début du widget ?
الجيل ’’زي‘‘
ولم يشكّل سنّه، 25 سنة، عائقاً لِفارس السعود في تفاعله مع الناخبين في دائرة ميسيساغا ستنر.
’’صحيح أنه كانت هناك أسئلة عديدة حولي قدرتي على الانتقال إلى مجلس العموم. لكن الإجابة كانت دائماً : أنا الوحيد الذي لديه خبرة في الحكومة أو في عالم السياسة.‘‘
وفعلاً، سبق له أن شغل منصب مستشار سياسي في وزارة الصيد البحري والمحيطات. كما شغل عدة مناصب كمساعد في تحضير الجولات الدولية لرئيس الحكومة ومناصب مختلفة في وزارة النقل.
وهذا ما جعل وزير النقل السابق عمر الغبرة يدعمه في ترشحه في الدائر التي كان يمثّلها سابقاً. وبعد فوز فاارس السعود، كتب الوزير السابق على موقع فيسبوك :’’ هذا الشاب الكندي الفلسطيني، المولود في مونتريال، ثلاثي اللغة، مثقف، ذو خبرة، واعٍ، وعاقل، سيكون عضواً ممتازاً في البرلمان. أتطلع بشوق لرؤيتك تتألق.‘‘
’’أما في عالم السياسة، فأنا لست جديداً وأعرف النظام جيداً ومن الواضح أنني أمثل مجموعة غير ممثلة بشكل كافٍ حالياً. نحن محظوظون جداً لأن لدينا الآن العديد من المرشحين من الجيل زي (Generation Z)‘‘.
ويتكون الجيل زي من الاشخاص المولودين بين 1997 و2012. ويتميّز بأنه لم يعرف العالم قبل ظهور تكنلوجيا الانترنت.
وعبّر فارس السعود عن استعداده للالتحاق بمجلس العموم.
إذا تمكنت من ’البقاء على قيد الحياة‘ بعد حملة انتخابية، فيمكنك مواجهة دورة برلمانية.

أندرو غريفيت، خبير في التعدد الثقافي ومسؤول كبير سابق في وزارة الهجرة الكندية.
الصورة: Radio-Canada / Marc Godbout
التنوّع
وفي حديث مع راديو كندا الدولي، قال أندرو غريفيت الخبير في التعدد الثقافي ومسؤول كبير سابق في وزارة الهجرة الكندية إنه ’’ إذا نظرنا إلى الأمر بشكل عام، فإن نسبة المرشحين والمنتخبين الذين هم من المهاجرين، والذين ولدوا في الخارج، تبلغ حوالي 11٪‘‘.
ووفقاً له، ’’ لم يتغير هذا كثيراً. على سبيل المثال، إذا كان عدد المرشحين من الأقليات المرئية قد ارتفع من حوالي 50 إلى 60 مرشحاً، فقد كان هناك زيادة واضحة في هذه الانتخابات قبل غيرها. ‘‘
وقال إنه ’’من ناحية أخرى، مثلا،، كانت نسبة النساء مستقرة، مع بعض التغييرات الطفيفة التي كانت مثيرة للاهتمام، لأن كل انتخابات عادة ما تشهد تقدماً معيناً، ولكن بالنسبة للنساء، هناك سقف زجاجي، إذا جاز التعبير. ‘‘
البيانات التي في حوزتنا منذ 2011، تشير إلى تقدّم فيما يتعلق بالأقليات المرئية. في كل موعد انتخابي يتزايد عدد المرشحين من الأقليات المرئية بشكل عام، ويتزايد أيضاً عدد المنتخبين الذين ينتمون إلى الأقليات المرئية. إذن هناك تقدم.
وأوضح هذا الأخير أنّ في انتخابات الـ28 أبريل/نيسان ’’20% من المرشحين كانوا من الأقليات المرئية. وتشكل هذه الأخيرة ما يقرب من 26% من سكان كندا.‘‘
وبالنسبة للأحزاب الرئيسية، الليبراليين والمحافظين والديمقراطيين الجدد، فإنّ نسبة المرشّحين من الأقليات المرئية وصلت إلى 23%.
ويرى السيد غريفيت أنّ هذه الأرقام تعبّر عن اندماج الأقليات والمهاجرين. ’’إذا لم يكن هناك نواب من المهاجرين أومن الأقليات المرئية في مجلس العموم، فإن ذلك من شأنه أن يخلق فجوة بين المواطنين والحكومة.‘‘
ويتعلق الأمر حسبه ’’بالشعور بأننا في وطننا وبحسّ العيش المشترك.‘‘
روابط ذات صلة :