أبدت فعاليات مدنية محلية بمدينة الحاجب قلقها من ما تعتبره “تراجعًا ملحوظًا في وتيرة التنمية” بالإقليم، مشيرة إلى وجود اختلالات في بعض القطاعات الأساسية التي تمس الحياة اليومية للمواطنين، على غرار الصحة، والبنية التحتية، وفرص التشغيل، رغم بعض المجهودات المبذولة في السنوات الأخيرة.
و حسب المعطيات المتوفرة، فإن العرض الصحي لا يرقى إلى تطلعات المواطنين، حيث يشتكون من محدودية التجهيزات بالمستشفى الإقليمي، وقلة التخصصات الطبية، ما يضطر بعض المرضى إلى التنقل نحو مدن مجاورة، خصوصًا مكناس وفاس، بحثًا عن الرعاية الصحية الضرورية.
في السياق ذاته، نبهت فعاليات جمعوية إلى وضعية بعض الطرق والأحياء التي تعاني من هشاشة البنية التحتية، وغياب التهيئة الحضرية في عدد من المناطق، معتبرين أن ذلك يؤثر سلبًا على جاذبية المدينة ويحدّ من فرص التنمية المحلية.
و على مستوى سوق الشغل، يرى عدد من المتتبعين المحليين أن إقليم الحاجب ما يزال يفتقر إلى مشاريع اقتصادية مهيكلة قادرة على خلق فرص عمل مستدامة، خاصة لفئة الشباب، ويُرجع البعض ذلك إلى غياب تحفيزات حقيقية للاستثمار، وضعف الربط بين التكوين المهني ومتطلبات سوق الشغل بالإقليم.
و في مقابل هذه الانتقادات، يشير فاعلون آخرون إلى بعض الأوراش التي تم إطلاقها في السنوات الأخيرة، من قبيل برامج التأهيل الحضري بعدد من الجماعات، وبعض المبادرات المرتبطة بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني، مؤكدين أن هذه الجهود تحتاج إلى تعزيز وتتبع مستمر حتى تؤتي ثمارها على أرض الواقع.
و تُجمع عدد من الأصوات المحلية على أن التحديات المطروحة تستدعي مقاربة شمولية وتشاركية، يُساهم فيها مختلف المتدخلين على المستوى الترابي، وفي مقدمتهم عامل الإقليم، من أجل تنزيل رؤية تنموية مندمجة تُعيد الثقة للسكان، وتستثمر المؤهلات الطبيعية والبشرية التي تزخر بها المنطقة.
المصدر : فاس نيوز ميديا