استضافت حديقة جنان السبيل بفاس، أمس الاثنين، عرضا استثنائيا وملتزما لمشروع ” 4 نساء” بقيادة المغنية الفرنسية الإيرانية أريانا فافاداري.
وألهب هذا الحفل، الذي مزج بين الموسيقى العالمية والنصوص القوية والأصوات النسائية القادمة من آفاق متنوعة، جمهور مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة.
وخلق هذا العرض الآسر تفاعلا استثنائيا بين الضوء والظل، على المنصة، مضيفا ما يشبه نعومة شبه سينمائية، مما عزز القوة الدرامية لكل صوت وكل نغمة.
وأطلق عرض “4 نساء” المؤلف انطلاقا من نصوص للكاتب والمخرج عتيق رحيمي، العنان لقصص النساء اللواتي يواجهن الفقر والحرب والعنف والنفي.
العرض مستوحى من مونولوج لميديا، الشخصية الأسطورية التي ترفض المصير المفروض عليها، ليصبح العرض فعل تعاطف ومقاومة في مواجهة القمع.
وجسدت أربع مغنيات – أريانا فافاداري وغولاي هاجر توروك وماريان سفاسيك وسيندي بوش – هذه الأصوات بقوة وعاطفة، مدعومين بفرقة موسيقية غنية تجمع بين آلة الساز والعود والبيانو والإيقاع.
ومع توالي فقرات الحفل، اهتز الجمهور على إيقاع المعزوفات المنفردة، بما في ذلك معزوفة إيقاعية مميزة قدمها كيفان شيميراني التي استقبلها الجمهور بتصفيقات حارة، بالإضافة إلى عزف منفرد رائع على آلة الساز، وهي آلة وترية من الأناضول تشبه العود أو آلة القانون.
تو ج الصوت الثري للمشروع بأداء الأغنيتة الرئيسية “حرية” التي أدوها باللغة الفارسية ، والتي جمعت الفنانين والجمهور في مشاركة نابضة بالحياة، تلاها تصفيق حار.
وعلى خشبة المسرح، عبرت أريانا فافاداري عن تعلقها الشديد بمهرجان فاس الذي تعرفه جيدا، مضيفة أنها أمضت فيه لقاءات لا ت نسى، لا سيما مع المغني التركي غولاي هاجر توروك وعازف البيانو جوليان كارتون.
وتجسد فافارادي مقاربة فنية فريدة من نوعه، حيث تنسج من خلال موسيقاها جسورا بين التقاليد الشرقية والغربية، وبين الروحانية والحداثة والإنسانية.
وتجمع نسخة 2025 من هذا الحدث العالمي الاستثنائي، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والذي يشكل جسرا حقيقيا بين الثقافات والديانات، أزيد من 200 فنان من 15 بلدا، استمرارا لروح مدينة فاس باعتبارها حاضرة تاريخية كانت على مر الدوام ملتقى للمعرفة والروحانية.
(المصدر: و م ع)
