الحسن سرات-الرباط
يترقب المتتبعون أن تبدأ المملكة المغربية الاحتفال بذكرى مرور 1200 سنة على تأسيس مدينة فاس، بعدما انتظروا حدوث ذلك في الأسبوع الأول من شهر يناير/كانون الثاني الماضي.
وبدأت تروج بعض الأسئلة عن سبب تأخر الاحتفال عن موعده، وإبعاد صاحب الفكرة الأصلية أحمد بن الصديق من اللجنة الحالية.
إذ أوضح رئيس لجنة فاس-1200 وجمعية فاس سايس عبده الجوهري للجزيرة نت أنه ربما أرادت وزارة الداخلية من وراء ذلك استجماع كل قوتها ليكون الاحتفال في مستوى التطلعات الملكية المرتقبة.
غير أنه أكد أن الترويج الإعلامي للمناسبة تأخر كثيرا عن ميقاته ما دامت الميزانية المخصصة لذلك موجودة.
وانبثقت الفكرة على يد بن الصديق المولع بالتاريخ، فعرضها على عدة مسؤولين، ثم أصبحت رسمية عندما وافق عليها ملك المغرب محمد السادس في أكتوبر/تشرين الأول 2007، ورصدت لها ميزانية بلغت 350 مليون درهم.
وأمر الملك بإنشاء تنظيمين، الأول جمعية قيادة عملية وطنية عين على رأسها رجل الأعمال سعد الكتاني وإلى جانبه صاحب الفكرة مديرا تنفيذيا. والثاني لجنة وطنية وزارية يترأسها وزير الداخلية شكيب بنموسى.
ومن جانبها أعلنت الأميرة سلمى عقيلة الملك محمد السادس عن استعدادات المملكة للمناسبة في خطاب ألقته في اليونيسكو الصيف الماضي.
وعن سر غياب صاحب الفكرة عن اللجنة الجديدة، قال عبده الجوهري إن سعد الكتاني هو المخول الإجابة عن هذا التساؤل، فلا ندري ما الذي يحدث وهل احتفظ بالرجل من أجل مهمة أخرى.

وحظيت مبادرته منذ انطلاقتها وإلى الآن بدعم وطني ودولي واسع. كما أسس موقعا إلكترونيا بالمناسبة توجد فيه رسائل دعم وتأييد من شخصيات علمية وفكرية وسياسية وأدبية واقتصادية من عدة بلدان.
حدث غير احتفالي
وقد أكد الجوهري من جهة أخرى أن الحدث لا ينبغي أن يكون احتفاليا، بل تنمويا وسياسيا ودبلوماسيا وثقافيا تستفيد منه المملكة المغربية في إظهار حضارتها وتاريخها ووحدتها، كما تستفيد منه فاس وشبابها المتعلم بمشاريع اقتصادية جيدة.
يذكر أن فاس أسست على يد المولى إدريس الثاني سنة 192 هجرية الموافقة 808 ميلادية، واتخذها عدة ملوك مغاربة عاصمة لهم.
وتعتبر حاليا العاصمة العلمية للمغرب إذ يوجد بها جامع القرويين الشهير الذي يعتبره المؤرخ المغربي عبد الهادي التازي منبع كل علماء المغرب وعالماته.