عاد ملف النقل المدرسي في المناطق القروية إلى الواجهة بعد الحادث المأساوي الذي شهدته جماعة ساحل بوطاهر بإقليم تاونات، حيث توفي تلميذ اختناقًا داخل حافلة مدرسية بعد أن نُسي داخلها لساعات طويلة بعد انتهاء اليوم الدراسي.
و وقع الحادث في ظروف مأساوية، أعاد فتح النقاش حول الوضعية الهشة لهذا القطاع في المناطق النائية، وخاصة فيما يتعلق بسلامة التلاميذ.
ووفقًا للمعطيات المتوفرة، فإن الطفل نُسي داخل الحافلة التي كانت تقلّه إلى منزله بعد انتهاء التلاميذ من يومهم الدراسي، مما أدى إلى اختناقه بسبب حرارة الطقس وظروف التهوية غير الملائمة داخل الحافلة، الحافلة، التي تشرف على تسييرها عدة جهات محلية، تفتقر إلى أدنى معايير السلامة والتأطير المهني للسائقين، ولا توجد مراقبة دقيقة للظروف التي يتم فيها تشغيل الحافلات.
و أكدت الواقعة المأساوية بشكل واضح أن النقل المدرسي في المنطقة يعاني من نقص كبير في مراقبة السلامة، حيث لا يتم تأهيل السائقين بشكل كافٍ ولا يتم فحص الحافلات بشكل دوري للتأكد من توافر الشروط الصحية والآمنة، كما أن غياب الرقابة الصارمة من الجهات المعنية يساهم في تدهور الوضع.
و تتزايد المطالب بضرورة إصلاح نظام النقل المدرسي في المناطق القروية بشكل كبير، خاصة بعد هذا الحادث، حيث دعت الساكنة إلى اتخاذ تدابير عاجلة لضمان سلامة التلاميذ في طريقهم إلى المدرسة، من بين هذه المطالب، ضرورة تأهيل السائقين وتوفير الحافلات المجهزة والمناسبة لاحتياجات الأطفال، بالإضافة إلى فرض رقابة مشددة على سير الحافلات وظروف الاشتغال.
و تفتح هذه الحادثة المأساوية المجال لتساؤلات حول فعالية النظام الحالي للنقل المدرسي في القرى والمناطق النائية، وتؤكد على ضرورة اتخاذ إجراءات ملموسة وفورية لتحسين هذا القطاع وحماية حياة الأطفال.
المصدر : فاس نيوز ميديا