تاونات – مع بداية كل موسم صيف، تتجدد فصول معاناة سكان عدد من جماعات إقليم تاونات مع الانقطاعات المتكررة في التزود بالماء الصالح للشرب، في مشهد بات مألوفًا لدى الساكنة، التي لم تعد تخفي استياءها من استمرار هذا الوضع دون حلول جذرية.
و بحسب شهادات محلية توصلت بها الجريدة، فإن أزمة العطش تحولت إلى “مسلسل موسمي”، تعاد حلقاته كل سنة، دون أن تحمل معها المشاريع المعلنة نتائج ملموسة على أرض الواقع، وتعيش عشرات الدواوير والجماعات، خاصة الواقعة بالمجال القروي والجبلية، على وقع عطش حاد يفرض على السكان البحث عن الماء من منابع بعيدة، أو الاعتماد على الصهاريج التي لا تكفي لتغطية الحاجيات اليومية.
و أفاد متتبعون للشأن المحلي، أن “كل سنة نرفع نفس الشكايات ونوجه نفس النداءات، لكن لا شيء يتغير. الماء ينقطع لساعات طويلة، وأحيانًا لأيام، في عز الحرارة، وهو ما يزيد من معاناة السكان ويدفع البعض إلى البحث عن بدائل غير آمنة صحيا”.
و تؤكد المصادر نفسها أن الانقطاعات لا تهم فقط القرى النائية، بل تمتد حتى إلى مراكز الجماعات، ما يثير تساؤلات حول مدى نجاعة التدبير المحلي للموارد المائية، وحول جدية الاستعدادات الاستباقية لمواجهة فترات الجفاف التي باتت متكررة.
و يطالب المتضررون بتدخل عاجل من طرف وزارة التجهيز والماء، والوكالة الوطنية للماء الصالح للشرب، والسلطات الإقليمية، من أجل بلورة خطة استعجالية تضع حدًا لهذا “الكابوس الصيفي”، وتؤسس لعدالة مجالية في الولوج إلى الماء، باعتباره حقًا دستوريا.
و تعبر الساكنة عن استغرابها من “الصمت المقلق” للجهات الوصية، وعدم تقديم توضيحات للرأي العام المحلي بشأن أسباب التأخر في إنهاء معاناة آلاف الأسر، في وقت لم تعد أزمة الماء مجرد مشكل ظرفي، بل تحولت إلى خطر حقيقي يهدد الاستقرار الاجتماعي والصحي والاقتصادي لعدد من الجماعات القروية.
“العطش في تاونات لم يعد استثناء… بل صار قاعدة تتكرر كل صيف”، بهذه العبارة ختم أحد المواطنين تصريحه للجريدة، معبرًا عن يأسه من “الوعود الرسمية التي لا تروي الظمأ”.
المصدر : فاس نيوز ميديا