

اختتم مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة فعالياته بنسخة استثنائية، استعرضت تنوع وغنى الثقافات الإفريقية من خلال عرض فني مذهل في فضاء “باب المكينة”. كانت الأمسية بمثابة رحلة موسيقية وروحية تربط الشعوب عبر لغة الموسيقى، حيث أبدع فنانون من غانا ومالي والمغرب في تقديم عروض تعكس تراثهم العريق وتوطد أواصر الوحدة والتفاهم بين الحضارات.
بدأت الأمسية مع فرقة “سبيروا” الغانية، التي أذهلت الجمهور بعزف آلتها التقليدية “السبيريوة” وحكايات من نوع خاص، تعبر عن الأمل والإرث الأصيل. تبعها عرض مالي مميز لفرقة “أوركيسترا” بقيادة الكبير بالاكي سيسوكو، حيث تناغمت الأنغام الملهمة مع كلمات عميقة، تبرز مكانة الموسيقى كذاكرة وحكمة تجمع بين الماضي والمستقبل. تلت ذلك، مشاركة فرقة “عيساوة” من مكناس، التي حولت “باب المكينة” إلى ساحة رقص وتعبد، بموسيقى صوفية وتواشيح تلاحم بين الأجيال، مع تداخل ممتع بين الطبول الغانية والموسيقى المغربية التقليدية، في صورة تناغم أذهل الحضور.
اختتمت الأمسية بمشهد فريد من نوعه، حيث تداخلت أصوات وإيقاعات الفرق الإفريقية، لتبرز وحدة القارة الإفريقية وتغلبها على الاختلافات الثقافية والدينية. خرج الجمهور من هذا الحدث متآلفا، يعبر عن إيمان عميق بقوة الموسيقى التي تعتبر جسرا للتفاهم والسلام. لقد أكد مهرجان فاس في دورته الحالية على أن الفن هو اللغة العالمية التي تتجاوز الحدود، وتعبر عن أمل مشترك في مستقبل يسوده الوحدة والاحترام بين جميع الشعوب، مبرزا مكانة فاس كملتقى عالمي للحوار بين الثقافات.