للمرة الثانية سيكون النهائيان الإفريقيان للأندية في ملعبين محايدين، وهي
للمرة الثانية سيكون النهائيان الإفريقيان للأندية في ملعبين محايدين، وهي تجربة صادق عليها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بعد حادثة نهائي رابطة أبطال إفريقيا 2019 بين الترجي التونسي والوداد البيضاوي المغربي وحادثة العطب الذي أصاب تقنية الفيديو المساعد (VAR)، وبموجبه انسحب الفريق المغربي بعدما رفض حكم المباراة هدفا بحجة تسلل لا وجود له.
ومنذ تلك المباراة تم إقرار نظام لعب النهائي في مباراة واحدة وبملعب محايد، تماما مثلما هو معمول به في أوروبا، لكن هل يمكن اعتبار قرار كهذا صحيحا إذا أخذنا حالة المواطن الإفريقي الاجتماعية بعين الاعتبار؟ وهل بإمكان محبي منشطي النهائي القاري ملء مدرجات الملعب المحايد؟ أم هو مجرد تقليد أعمى مثلما تعوّدنا عليه منذ بداية اللعبة؟
لقد عهدنا على “استيراد” الأفكار في كل شيء، وبالتالي تم القضاء على مصطلح الابتكار في القارة السمراء “مع سبق الإصرار والترصد”، فكلما تغيرت صيغة أية منافسة “عندهم” مهما كان اسمها إلا وتغيرت “عندنا” على شاكلة “نسخ ولصق”، ورغم أن ما تم تغييره- أو بالأحرى تقليده- انعكس إيجابا على كرة القدم بصفة عامة، إلا أن هناك بعض النقاط أرى أنه لا يجب تقليدها أو حتى التفكير فيها.
ومن بين هذه النقاط تنشيط نهائي منافسة قارية للأندية في بلد محايد، فلا يعقل أن يكون المواطن الإفريقي مثل نظيره الأوروبي، فهذا الأخير لديه كل متطلبات الحياة من حياة كريمة وحالة اجتماعية ميسورة، فضلا عن حرية التنقل بين الدول الأوروبية والتسهيلات المتوفرة في الحدود، أما في قارتنا فلا وجود لمثل هذه المزايا بين الدول، فبغض النظر عن مساحة إفريقيا الشاسعة واختلاف المناخ وبُعد المسافة بين الشمال والجنوب.
فإن حالة المواطن الإفريقي الاجتماعية تجعل من إمكانية التنقل لمشاهدة فريقه في “مباراة الموسم” شبه مستحيلة، وأغلب المتتبعين يتفقون على هذه النقاط التي قد “تقتل” النهائي القاري مستقبلا، مع العلم أن نهائي النسخة الماضية لرابطة أبطال إفريقيا جمعت الأهلي والزمالك المصريين بملعب القاهرة الدولي، وهو ما أنجح المباراة، أما نهائي كأس الكونفيدرالية فجمع نهضة بركان المغربي بنادي بيراميدز المصري في العاصمة المغربية الرباط.
صحيح أن تنشيط النهائي القاري للأندية في مباراة واحدة سيحدّ من عمل الكواليس وأساليب ضغط الفريق المحلي على المنافس خاصة في مباريات العودة، لكن هل انتهت الحلول؟ هل صحيح أن المنفذ الوحيد للقضاء على سلبيات النهائي ذهابا وإيابا هو الملعب المحايد؟ أليست هناك حلول أخرى تتماشى والمواطن الإفريقي البسيط؟
هذا الموسم وبالنظر لتفشي فيروس كوفيد 19 لن يتأثر النهائيان الإفريقيان للأندية، بما أن المدرجات ستكون خالية أو في أفضل الحالات سيكون عدد الحضور محدودا جدا، لكن على الاتحاد الإفريقي الاستعانة بكفاءات أعضائه واستغلالها بشكل أحسن، عسى أن يصحح الأمور ويتجنب تقليد الثري في قارة فقيرة، فلا عجب إذا سمعنا أن الكاف ستلغي قانون الهدف خارج القواعد مثلما فعله الاتحاد الأوروبي في الأيام الماضية، فنحن من طبعنا الاستهلاك ومن عاداتنا الاستيراد، أما الاجتهاد والإنتاج فيبقى آخر اهتماماتنا.
نقلاً عن جريدة أصداء الملاعب الجزائرية