عاد رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ليرفع التحدي في وجه خصومه السياسيين ويؤكد “قوة حكومته وسعيها وإصرارها على الإصلاح”، محذرا مما أسماه “البلطجة، والتخربيق والمال الحرام، التي ستدخل المغرب في إشكالات لن يخرج منها، لأننا لا نخاف من جمع الناس ضدنا لكن نبحث عن المعقول” وفق تعبيره.
وبعدما تمنى بنكيران، الذي كان يتحدث اليوم ضمن أشغال المؤتمر الثاني لجمعية محامي العدالة والتنمية بمدينة الدار البيضاء، أن تكون “المعارضة التي تواجهه قوية، لأنه لا يمكن الاستمرار في الحكومة إلى الأبد”، توجه للمغاربة مباشرة بالقول: “أقول للشعب المغربي إن التجربة التي نقودها واعدة وأننا نسير خطوة خطوة، بطريقة هادئة، ورغما أنهم يتصدون لنا لكن تصديهم ليس له صدى”، معتبرا أن “التجربة الحالية التي يعيشها المغرب كان لها الفضل في إرجاع الاستقرار والطمأنينة للوطن وتوقف الحراك الشعبي الذي كان مقلقا ولا يُعرف إلى ماذا سينتهي”.
وأضاف الأمين العام لـ”حزب المصباح”: “بفضل المغاربة، وعلى رأسهم الملك من خلال الخطاب الملكي 9 مارس والدستور والانتخابات، عاد للمجتمع هدوءه وعاد المغرب ليدبر اختلافاته بطريقة هادئة وسلمية وبعيدة عن الأسئلة الخطيرة”، مؤكدا أنه “من خلال هذه التجربة التي قاربت السنتين، وإن قدر لها أن تعيش وقتا محترما، كل شيء يتحسن ربما ليس فورا لأننا مررنا بمرحلة ثانية اضطربت فيها الأمور في البلدان التي عشنا معها الحراك لكن بقي المغرب راسخا أمنا مستقرا ولم تطلق رصاصة واحدة رغم بعض المسيرات والتجمعات الطبيعية في بلدنا”.
بنكيران استغل مناسبة تواجده بين ظهراني محاميه ليوجه سهام نقده للأمين العام لحزب الاستقلال الذي طالبه بتقديم استقالته، ليؤكد أن “المعارضة التي تقود مثل هذه الاحتجاجات مكونة من أحزاب قريبة العهد بالحكم وتحتاج لتتدرب من أجل المعارضة في المستقبل وتتكلم مع المواطنين، علها تقنعهم، وتقوم بالتجمعات وأن تجتهد وترى ما إذا كان صدى ما تقوم به سيصل للمجتمع”.
وبلهجة لا تخلو من تحدٍّ قال بنكيران إنه “لا يمكن لحكومة أعطاها الشعب حبه ولبه وأغلبية وْتْجِي بْجَرَّة قَلَم وتْقُولْ لِهَا ستذهبين وتأتي مكانها، عْلَاشْ بْالسَّلاّمَة، شْكُونْ أَنْتَ، هَلْ أَصَابَكَ الْغُرُورْ، هل لأنك استطعت أن تتسلق الدرجات بسرعة، وعندك نقابة صغيرة، تعتقد أنك وصلت بهذا المغرب، وما أدراك ما المغرب”.
“ما نعيشه اليوم هو العودة للديمقراطية الحقيقة، لأنه لم تبق المعارضة في المغرب تعارض الدولة بل أصبحت تعارض الحكومة، رغم استعانتها ببعض المتظاهرين غير الطبيعين” يقول بنكيران في إشارة لشباط قبل أن يزيد: “يمكن أن تجمع البلطجية في مولاي يعقوب، ولكن لا يمكن أن تقوم في المغرب بالبلطجة، والمغاربة لن يسمحوا لك، وحزب العدالة والتنمية لم يأت ليرد على البلطجية”.
وقدم بنكيران، في هذا الاتجاه، تهنئة لـ “إخوانه بمولاي يعقوب على سلميتهم”، وأضاف: “رغم أننا فقدنا المقعد، ولو كان بطريقة سليمة وقانونية، كنا سنهنّئهم، لكن الطريقة التي فزتم بها تجعلنا نقول لكم لا هنيئا، لأنكم استعملتم البلطجة، وربما بعض الجهات ولكن نرد عليكم بطريقتكم لأننا جئنا لنؤسس لمبادئ الديمقراطية ونثبتها”.. واسترسل: “سنشتغل في السلم، وإن فشلنا سنكون أنفسنا ونراجع أخطائنا ولكننا لن نستعمل البلطجة ومرتزقة الانتخابات وسماسرة المال والدخول في تحالفات مع بعض الأشخاص المشبوهين، هذا ما لن نفعله، وسنرافق مبادئنا لأن القيم هي قوتنا وهي المحك الحقيقي والامتحان الذي نمر به كل يوم في هذا المجتمع” على حد تعبير بنكيران.
صيغة التحدي لم تخل من خطاب رئيس الحكومة الذي واجه خصومه السياسيين بالقول: “مزالنا صالحين بعد سنين، لم تستطيعوا لحدود الساعة إثبات غير ذلك للمغاربة”، معتبرا الحكومة التي يقودها، والتي لم تشكل نسختها الثانية بعد، أنها “بيد الله والمستقبل” على حد قوله.
وفي رسالة للمعطلين الذي رفعوا في وجه بنكيران، اليوم الأحد، شعار “شغّل أو ارحل”، بالمسيرة الوطنية التي دعوا إليها، جدد بنكيران التأكيد أن “الشغل بالمباريات.. والله يكون في العون.. لكن سِيرُوا دْوّْزُوا المباريات.. لا يمكن أن نظل في هذا الاتجاه لأن كتلة الأجور تمثل نصف الميزانية، وهذا خطر على الاقتصاد” يورد رئيس الحكومة.. العدالة والتنمية لم يأت للحفاظ على شعبيته، ولكن للقيام بالإصلاحات”، يؤكد بنكيران الذي قال أيضا: “الإصلاح ضروري.. وإن اقتضى أن نضحي بشعبيتنا سنفعل لكننا حزب هدفه الاطمئنان على مستقبل البلاد وتشجيع الاستثمار”.